مزيداً من التميز في حصة القراءة - للشيخ د. صلاح الخلاقي

مزيداً من التميز في حصة القراءة - د. صلاح بن محمد بن موسى الخلاقي

 

سعت وزارة التربية مشكورة إلى اعتماد حصة القراءة مساهمة في رفع الكفايات الأساسية للطلاب، خصوصاً جانب القراءة فهي مِفتاح المعرفة، ووسيلة للتحصيل والفائدة، ومسلك لاكتساب خبرات الآخرين، وطريق لاستخلاص المعلومات وتوظيفها، وهي غِذاء العَقل والرُّوح، بها يجول القارئ في زمان قد غبر، وتاريخ مضى وعبر، ويستنتج من خلالها عواقب ما يستقبل، ويُطالَع بها سير العلماء العاملين، بها يتنعم ويحيَّ حياة طيبة، وفيها يجد المتاع، ومنها يستمد المتعة، ومن جميل ما يُذكر فيُشكر تفعيل بعض المعلمين لهذه الحصة بتدريب الطلاب مع قراءة القصص التربوية النافعة على قراءة القرآن الكريم، وهي تجربة عظيمة حري أن تحضى بعناية من الوزارة، وتطبق وتفعَّل في حصص القراءة؛ فكم فتق الله بالقرآن من لسان، وكم شفى به من عي، ولا غرابة فهو كلام رب العالمين، وحبل الله المتين، ونوره المبين، به بنى المسلمون حضارتهم، ومنه استمدوا علومهم ومعارفهم، نور نيِّر، وشفاء نافع، به يتم تصحيح مخارج الحروف، وتحسين صفاتها، ويتحقق للطالب النطق السليم: نحواً وصرفاً وصوتاً، به قِوام الفصاحة والبيان، وتنمية الملكة اللغوية؛ إذ يكسب رصيداً لغوياً ثرياً، وأسلوباً متميزاً، وطلاقة في الحديث، وتفنناً في التعبير، وبلاغة في الإعجاز، يصون اللسان عن الفحش والتفحش، باستعمال التشبيهات والاستعارات، والتعريض والإيماءات، ما يورث سمواً في الطرح، وعمقاً في التفكير، وذوقاً أدبياً رفيعاً، وقدرة فائقة على التأثير والإقناع.
وقد أثبت بعض الاستشاريين في دراسات أن لتلاوة القرآن أثر كبير في علاج اضطرابات النطق، بدءاً من الانحباس في الكلام، ومروراً باللجلجة أو التعتعة، وانتهاء بالإبدال أو القلب في الحروف الهجائية.
وعليه فالحاجة ماسة لبعث الهمة في نفوس الأجيال والإرشاد إليه، فإضافة إلى ما سبق فالقرآن يجعل القارئ أكثر ثقة في نفسه، وأكثر تفاؤلاً، وأكثر حرصاً على أداء الواجبات، فنسأل الله أن يوفق المسؤولين للنظر والتأكيد على هذا المقترح، فالموفق مَن شرح الله صدره لما فيه صلاح البلاد والعباد، والدين والدنيا، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.  
                

كتبه
 د. صلاح بن محمد بن موسى الخلاقي
٢٩/ ٥/ ١٤٤٠ هــ ٤/ ٢/ ٢٠١٩م