ماذا يريدون من بلاد الحرمين؟ - للشيخ محمد كليب

ماذا يريدون من بلاد الحرمين؟ - محمد مطهر كليب

 

الأيام البحرينية - السبت ٠٨ يوليو ٢٠١٧ - 10:58

المملكة العربية السعودية: بلاد التوحيد، ومهبط الوحي، وحاضنة الحرمين، ومصدر خير للأمة الإسلامية كلها؛ إذ هي أمة بأكملها، فأفئدة كل مسلم تهوي إليها، وقبلة يتجه نحوها كل مسلم، وخير كبير لأهل الإسلام يخرج من أرضها، ليعم مشرق الأرض ومغربها! فماذا يا ترى يريد الحساد من هذه البلاد؟ 

أعداء الحق كثيرون، وأنصار الظلم وأعوانه في كل زمان ومكان بصمات شرهم لا تفارق البلدان بمن فيها، وهذه سنن الكون مذ سالف العصر، فما من داع إلى الحق حريص على إصلاح الخلق ناصر للمظلوم، إلا وله من أهل الطغيان وأعوان الشيطان ما لا يحصى لهم عدد.

بلاد الحرمين هي تلك البلاد التي توسطت العالم دينا ودنيا، فدينها دين الإسلام دين الوسطية والاعتدال دين الرحمة في الأقوال والأفعال، وأرضها وسطية في المكان، وأفاض الله عليها من النعم والأرزاق الوسط معيشة وإنفاقا؛ فكانت من خير البلاد، لما كانت الوسطية دينها ومنهجها.

الأعداء يتربصون بهذه البلاد المباركة لا نقول من اليهود والنصارى ممن لا يؤمن بالله ربا ولا بالإسلام دينا ولا بمحمد رسولا فحسب، بل من قوم نسبوا أنفسهم إلى الإسلام وعدوا ذواتهم في قائمة المسلمين، وهم بين صفوي حاقد منحرف في عقيدته وأخلاقه، أو داعشي تكفيري مارق خارج عن حدود وسطية الإسلام وطريقته، أو حزبي متعصب حاسد باحث عن المال والمنصب والجاه وأمتعة الدنيا التي تعرض عليه بالعشي والإبكار فلا يكاد يشبع من جمعها ولمها.

هذه الفئات الثلاث هي التي تكيد لبلاد الحرمين المكائد، وتنفذ خطط الأعداء من غير المسلمين الذين يتربصون بأهل الإسلام الدوائر، أما الفئة الأولى فلأن بلاد الحرمين لم تسلّم لخرافاتها ولم تمكن لها أن تنشر فاسد معتقدها وأخلاقها.

وأما الفئة الثانية؛ فلأن بلاد الحرمين لم تستجب لمنهجها ولم تشد وتثن على غلوها، بل سعت في كبتها وقطع كافة السبل الموصلة إلى دعمها، فلم تتوقف بلاد الحرمين عن بذل الجهود لاقتلاعها ومحاربتها.

وأما الفئة الثالثة؛ فلأنها أرادت أن تشق الصف الموحد، وتفرق الكلمة المجتمعة على كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام، وتنشئ لها جماعات وعصابات ولاءات خارجة عن حدود الشرع والحكمة والعقل.

وكل هذه الفئات الثلاث يجمعها السعي لتمزيق المسلمين وتسهيل طريق العدو إليهم، وإلحاق الضرر بهم وببلدانهم، ولا ينكر ذلك من كان له عقل سليم ومنهج قويم، حفظ الله بلاد المسلمين كافة من مكر هؤلاء المغرضين، وأعان الله ولاة أمورنا على تخليص البلاد منهم.