لعبة تشارلي وأثرها على عقيدة المسلم - للشيخ د. صلاح الخلاقي

بسم الله الرحمن الرحيم

لعبة تشارلي وأثرها على عقيدة المسلم

 

إن مما يدمي القلب، ويدمع العين، تلك العقائد الباطلة، والأفكار المستوردة، والثقافات المستجلبة، والإسرائيليات المعاصرة، التي عصرت الخبث في مجتمعاتنا، وحصدت السم النقيع لأمتنا، وكل ذلك باسم التجديد والتمدن والعصرية.

ومن هذا ما شاع في أوساط أبنائنا في هذه الأيام مما يسمونه (لعبة تشارلي)، هذه اللعبة التي اُستجلبت من المكسيك، واغتر بها كثير من الأطفال، والتي سلبوا بها دينهم وعقيدتهم قبل عقولهم، وعلى سخافة هذه البضاعة إلا أن ذلك لم يمنع أكثر من ثلاثمائة مليون من متابعتها وتجربتها، وبغض النظر عن حقيقتها، وهل هي نتيجة موجات صوتية؟ أو نتيجة جاذبية أرضية؟ أو نتيجة أرواح شيطانية؟

فالأمر الذي يتطلب الوقوف عنده؛ تلك المعتقدات التي حملتها (لعبة شارلي) إلى بلاد المسلمين، فقد حملت أنواعاً كثيرة من الكفريات التي تُخرج صاحبها من الملة، والتي يخسر بها دينه ودنياه، ومن ذلك:

  • أن أصل فكرتها تحضير الأرواح الشيطانية التي تُستجلب بالاستعانة ودعاء الجن والشياطين، وصدق الحق إذ يقول: (وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقاً)، وحيث أنه قد تم اللجؤ إلى الجن، فما زاد الجنُ الإنسَ إلا خوفاً واضطراباً وتعباً في الأنفس والأرواح.

  • أن في ذلك فتحاً لتعلُم السحر والشعوذة، وقد قال سبحانه: (واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر).

  • أن في هذه اللعبة نوعاً من العيافة والطرق والتطير الذي كان يستعمله بعض أهل الجاهلية؛ فقد كانوا يزجرون الطير؛ فينظر أين يتحرك وعليه يمضي، وقد حسم صلى الله عليه وسلم مادة هذا الدجل، فقال: (من ردته الطيرة فقد أشرك) رواه أحمد (2/220) وصححه الألباني.

  • أنها تشتمل على التنجيم ومعرفة النحس والسعد –كما يزعمون-، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من اقتبس شعبة من النجوم فقد اقتبس شعبة من السحر زاد ما زاد)رواه أبو داود (2/408) وصححه الوادعي في الصحيح المسند.

  • أن فيها نسبة علم الغيب لغير الله عز وجل، وكيف ذلك وهو القائل: (قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله).    

  • أنها تزرع في النفوس الخوف من غير الله تعالى، مما يثمر الضعف والذل والمهانة في نفس المسلم، وقد قال سبحانه: (إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ).

وذلك يكفي اللبيب بعداً عن مزاولة أو مشاهدة أو نشر مثل هذه الألاعيب الشيطانية؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من أتى عرافاً لم تقبل له صلاة أربعين يوما) رواه مسلم، وهذا إن كان مجيئه استطلاعاً لا تصديقاً، وأما (من أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم) رواه أبو داود (2/408) وصححه الألباني.

وختاماً .. أوصي المربين وأولياء الأمور بالحفاظ على أبنائهم وتحذيرهم من هذه اللعبة الخبيثة التي تبث الرعب فيهم، وتضعف إيمانهم وخوفهم من الله تعالى، وتعلقهم بالوهميات والخيالات التي تكدر عليهم صفو دينهم ودنياهم، فالله المستعان وعليه التكلان (وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين).

                                                   كتبه

                                     أبو محمد صلاح محمد الخلاقي

                                   14/شعبان/1436هـ  1/6/2015م