كلمة حق في فضيلة الشيخ العلامة زيد بن محمد المدخلي -رحمه الله- للشيخ بدر الظاهري

كلمة حق في فضيلة الشيخ العلامة زيد بن محمد بن هادي المدخلي

-رحمه الله تعالى وغفر له-

 

الحمد لله والصـــــلاة والســــلام على رســــــــــــول الله وعلـــــى آلــــــــــه وصحبــــه ومن والاه،

أما بعد:-

فإن الله -جل وعلا- قيَّض لهذا الدين رجالاً، نصر الله بهم الدين، وحفظ بهم شرعه الكريم، فقاموا بذلك حق قيام، فانتفع الخلق بهم، وعمَّت جهودهم أرجاء المعمورة، وما ذاك إلا لإخلاصهم لله -عز وجل- وبذل أوقاتهم في نشر العلم النافع مع اقتفاء لطريق سلفنا الصالح -رضي الله عنهم أجمعين-.

ومن هؤلاء الأعلام والأئمة الكبار الشيخ العلامة زيد بن محمد بن هادي المدخلي -رحمه الله وغفر له-، الذي وافته المنية صباح يوم الخميس في الثاني عشر من شهر جمادى الأولى لعام 1435هـ بمنطقة جازان.

ولن آتي بشيء جديد لا يعرفه طلاب العلم؛ فدروسه منتشرة ومؤلفاته معروفة مشهورة، وقد تميَّز بجلدٍ عجيب قل نظيره في التدريس والتأليف.

وجهوده ومؤلفاته رحمه الله خير شاهدٍ على ذلك، وقد أقبل عليه طلبة العلم من مشارق الأرض ومغاربها، لا سيما في الدورات الصيفية المقامة في مدينة صامطة.

وإن من أعظم المصائب وأشد البلايا فقد العلماء الربانيين خاصة من عرف عنهم الرد على أصحاب المقالات الباطلة، والأقلام المنحرفة؛ فكم يفرح أهل الباطل بموتهم، لكن الله -عز وجل- ناصر دينه وحافظ شرعه، ويُخلف الله برجال صادقين يقومون بما قام به الأوائل الأثبات.

ومما قاله سلمان الفارسي -رضي الله عنه- : (لا يزال الناس بخير ما بقي الأول حتى يتعلم الآخر، فإذا هلك الأول قبل أن يتعلم الآخر هلك الناس) [رواه الدارمي في سننه: 255].

إن في وفاة الشيخ زيد بن محمد المدخلي -رحمه الله- بعد هذه السنين العامرة في التدريس والتأليف والمحاضرات واللقاءات ليُشعر طلاب العم بفراغ واسع، وانطفاء نور كان يضيء في سماء الدعوة السلفية.

وأخيراً أقول إن من فضل الله -عز وجل - على إخواننا السلفيين في البحرين اتصالهم المستمر مع الشيخ -رحمه الله- بل وتتلمذ بعضنا عليه، وهي منة عظيمة وعلامة خير حينما يتصل طلاب العلم بالأعلام الكبار.

أسأل الله -عز وجل- ان يرحم شيخنا، ويغفر له، وأن يجبر مصابنا بموته ويخلف للأمة خيرا، وأن يسكنه جنات النعيم مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

 

كتبه الشيخ: بدر بن أحمد الظاهري

13/جمادى الأولى/ 1435هـ