قصيدة شعرية بعنوان: " رمضان ولّى " - للشيخ أسامة الواعظ

رمضان ولَّى

 

رَمَضانُ ولّى هاتِها يا ساقي

              كأساً من الأوجاعِ والأشواقِ

كأساً تفيض أساً وتضفي حَسرةً

             وتَفُضُّ مَكبوتَ السُّمودِ الباقي

رمضانُ وَلّى والمَحاجِرُ أغدقت

              أَسَفاً لِفَقدِ  حَبيبها  الغَيـــــداقِ

فَلَشَدَّ ما استَعصَى علينا تَركُهُ

             ولَشَدَّ ما استَخذَى على الفُسَّاقِ

رَمضان مدرسةٌ لِكُل فَضيلةٍ

             في الصَّبرِ والإيمانِ  والأخلاقِ

يعلو بهِ أهلُ الديانةِ والنُهى

             وتَسِيخُ فيه قَوائــــــــمُ المُرّاقِ

بالأمسِ لاحَ لنا يَقودُ هِلالهُ

             فاستَبشَر العُبّــــــادُ في الآفاقِ

ودَوى صَدى القرآنِ في الأرجاءِ مِن

            كُل البلادِ كما النَّـــــدى الرَقراقِ

ومساجدٌ كَالغِيدِ زادَ بَهاؤها

             فَسَمَت إليها أَنفُسُ العُشّــــــاقِ

كلٌ يُؤَمِّلُ وَصلَها مِنهُم بِما

             أَدلى بِه مِن عَسجَدٍ وصــــداقِ

أَيدِيهمُ جادَت بِكُل صَريرَةٍ

             وجُفونُهم سَبَقَت بِكُل مُــــراقِ

واليومَ يَمضي تاركاً مِن خَلفِهِ

             أحبابَــــــــهُ فِعلَ الفتَى الأفَّاقِ

لِتَعودَ كُل حَليمَةٍ لِصَنيعِها

              مِن بعدِ تَوديعٍ وَِطُولِ عِناقِ

ما بالُنا يا قومُ بَعدَ رحيلهِ

            حِدنا عن النَّهجِ القَويمِ الراقي

جَمَعَ المُصَلُّونَ التُّقاةُ مَتاعَهُم

           وتسارَعوا للصَّفقِ في الأَسواقِ

قَد كانَ شَيطانُ الغِوايةِ مُوثَقاً

           والعيدُ مَنَّ عَليه بالإطـــــــــلاقِ

فَحَذارِ من خُطواتَه يا قَومَنا

            إن كان ثَمَّ مِن العُقولِ بَواقـــي

واللهُ يَهدِينا ويُصلِحُ أَمرَنا

            سُبحانَــــــــــه مِن واحدٍ خَلاَّقِ

 

نظم: أسامة بن مصطفى الواعظ

رمضان 1435هـ

 

تحميل الملف المرفق: