بيان حول مسلسل عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- اللجنة العلمية

                                                                 بسم الله الرحمن الرحيم

                          (بيان حول مسلسل عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-)

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:-

فلا زلنا نُفجع بين حين وأخرى بأقوام لم يراعوا للدين حرمة، ولم يحفظوا للصحابة مكانة، ولم يبق في قلوبهم لله مهابة، لا يخيفهم وعيد ولا تهديد، ولا تزجرهم فتوى ولا تنديد، ولا يمنعهم خلق ولا حياء من ارتكاب المحرمات، وانتهاك الحرمات.

 فبينما هم بالأمس يمثلون أدوار الفسقة والمجرمين والسفهاء والمهرجين، إذا بهم بعد ذلك يمثلون دور الأئمة الأربعة والتابعين، ثم تتجارى بهم الأهواء حتى مثلوا بعض صحابة سيد المرسلين، ثم إذا بهم في العام المنصرم يمثلون ما جرى بين الصحابة من فتن في الجمل وصفين، ثم وصل بهم الحال إلى أن يمثلوا خليفة من الخلفاء الراشدين عمر الفاروق -رضي الله عنه وعن الصحابة أجمعين-، ونخشى إن طال بنا العمر أن نسمع بمن يمثل دور رسول الله –صلى الله عليه وسلم-!

وقد صدق صلى الله عليه وسلم حين قال:  (إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستح فأصنع ما شئت) [ أخرجه البخاري ].

وإن من البلاء المبين، أن نجد بعض المنسوبين ظلما وزورا إلى السنة وأهلها، والمحسوبين من العلماء والمفتين -وهم في الحقيقة من المفتونين-، يبيحون لهؤلاء الفجار، أن يمثلوا هذه الأدوار، وأن يقوموا بتمثيل الصحابة الأبرار، فيالله أين غيرتهم على الدين؟! وأين ذهب احترامهم لصحابة سيد المرسلين؟!

ورحم الله علماءنا الأموات، وحفظ الأحياء منهم، الذين جفت حناجرهم وهم يحذرون من المسلسلات والتمثيلات والمسرحيات المنسوبة زورا وكذبا إلى الإسلام وأهله، كأنهم علموا أنه سيصل الحال يوما ما إلى ما نراه اليوم.

فمن كان مدافعاً عن ما يسمى بـ"المسلسلات الإسلامية" بالأمس؛ علم اليوم أن الحق مع هؤلاء العلماء الراسخين، كيف لا.. وهم ورثة الأنبياء؟ وهم الذين يعرفون الفتن إذا أقبلت، ولا يعرفها غيرهم إلا إذا ولت وأدبرت.

وقد بين كثير من أهل العلم وطلبته حرمة هذه المسلسلات وما فيها من مخالفات ومنكرات بالأدلة الواضحة والبراهين الساطعة، مما يغني عن تكراره هنا، ولكننا نؤكد هنا على أمور:

أولاً: نحذر المسلمين في بلدنا الحبيب وفي جميع بلاد المسلمين من مشاهدة مثل هذه المسلسلات؛ لأنها من أعظم المنكرات.

ثانياً: ندعو كل من كانت له سلطة أو قوة يستطيع بها منع مثل هذه المسلسلات، أن يقوم بدوره الذي أوجبه الله عليه، دفاعا عن الصحابة -رضوان الله عليهم- وحفظا لمكانتهم.

ثالثاً: ندعو الدعاة والخطباء في مملكتنا الغالية –مملكة البحرين- وفي غيرها من بلدان المسلمين أن يبينوا للناس حرمة مشاهدة مثل هذه المسلسلات وحرمة تمثيلها، وأن ينقلوا لهم فتاوى أهل العلم في ذلك.

ويفضل عند تحذير الناس الذين لا يعرفون هذا المسلسل أن لا يذكر لهم اسم المسلسل؛ لئلا يدفعهم الفضول لمشاهدته، ويكون هذا سببا لتعريفهم به بدلا من أن يكون سببا لتحذيرهم منه.

رابعاً: ندعو جميع المسلمين لاستغلال شهر رمضان المبارك وجل أوقاتهم بما يعود لهم بالنفع والخير من الصلاة، والعبادة، وتلاوة القران، وفعل الخيرات، وترك ما يضيع أوقاتهم من مشاهدة الأفلام والمسلسلات، وغيرها مما لا طائل تحته.

نسأل الله عز وجل أن يوفق الجميع لما يحب ويرضى، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

                                         اللجنة العلمية - شبكة البحرين السلفية

                                                   27 / شعبان / 1433هــ

 

تحميل الملف المرفق: