بسم الله الرحمن الرحيم

                            (الأفنان في تلخيص وتقريب كتاب الإيمان)

الحمد لله علم القرآن، خلق الإنسان علمه البيان، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على سيد ولد عدنان، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان، أما بعد:-

فإن اسم الإيمان قد تكرر ذكره في القرآن والحديث أكثر من ذكر سائر الألفاظ، وهو أصل الدين وبه يخرج الناس من الظلمات الى النور، ويفرق بين السعداء والاشقياء، ومن يوالى ومن يعادى، والدين كله تابع له، وكل مسلم محتاج إلى معرفته والقيام بمقتضياته.

وقد تكلم الناس في هذا الباب فنطق بعضهم بالحق تارة وبالباطل تارات، حتى راج الباطل على كثير من الناس، ووفق الله أهل السنة لتحقيق الحق والعدل في مسائل هذا الباب العظيم وغيره من أبواب الدين؛ لاعتمادهم الكلي على النصوص الشرعية؛ والجمع بينها، وعدم محاولة ضرب النصوص بعضها ببعض.

ولم يكتف أهل الحق بتقرير الحق في مسائل الإيمان، بل ردوا على المخالفين من الوعيدية والمرجئة؛ فكشفوا زيغهم، ووضحوا تأويلهم، وفضحوا مقاصدهم، وبينوا عوار ما عندهم، ومن أفضل من جاهدهم بحججه العقلية والنقلية الإمام الرباني شيخ الإسلام ابن تيمية الحراني -عليه من الله الرحمة والرضوان-، وأحسن كتبه في هذا الباب كتاب: (الإيمان الكبير)[1]، وقد قال عنه ابن عبد الهادي -رحمه الله-: (وله كتاب الإيمان، وهو كتاب عظيم لم يسبق إلى مثله).

ولأهمية هذا الكتاب البالغة، وضخامة المادة العلمية فيه، رغبت قديماً في تقريبه وتلخيصه، وبقيت هذه الرغبة حتى يسر الله سبحانه أسبابها، فقمت بتقريبه؛ ابتغاء الأجر من الله، وتلبية رغبة بعض الفضلاء؛ إذ نحن على وشك الاختبار الشامل، فاللهم تقبل منا إنك أنت السميع العليم.

ولكثرة استطرادات المصنف -رحمه الله- وتكراره لبعض المسائل؛ إذ يتكلم عنها في أكثر من موطن، وقد زادت فصول الكتاب على اثنين وعشرين فصلاً تختلف بين الطويل جداً، والمختصر جداً، أحببت تقريبها بالصورة التالية:

القسم الأول: المسائل المتعلقة بالإيمان:

• الإيمان لغة، وأقوال السلف وأئمة السنة في تفسيره، وزيادة الإيمان ونقصانه عندهم.

• الأصل الذي تفرعت عنه البدع في باب الإيمان، وأقوال المخالفين فيه.

• الاستثناء في الإيمان والأقوال فيه.

• الكبيرة وحكم مرتكبها.

• العلاقة بين الإسلام والإيمان.

• حجج المرجئة والرد عليهم.

القسم الثاني: ذكر المسائل المتفرقة من هذا الكتاب:

• الألفاظ وتعدد مدلولاتها في الكتاب والسنة.

• إبطال دعوى المجاز.

• مسائل متعلقة بالإجماع.

• اختلف أهل التفسير: هل تكتب جميع أقوال العبد أم لا؟

• موانع إنفاذ الوعيد.

• الجهل ببعض الصفات، هل يكون جهلاً بالموصوف، عند الأشاعرة أم لا؟

• هل الأمر بالشيء نهي عن ضده؟

• حكم الزنديق.

هذا ما يسر الله وأعان عليه من المسائل التي رغبت أن أجمع لها بين التقرير والتقريب، والتوضيح والترتيب، وحذف ما يمكن الاستغناء عنه، حسب ما أدى إليه الاجتهاد القاصر، والوقت الضيق، وأسأله سبحانه أن ييسر مزيد نظر وتأمل، فالكتاب ما زال بحاجة إلى خدمة وعناية، وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

                                   كتبه: أبو محمد صلاح محمد بن محمد موسى الخلاقي

                                                          25/5/1434هـــ