واقترب الشهر الفضيل - للشيخ حاتم الحجاجي

واقترب الشهر الفضيل


أيام قلائل معدودات ويُزَفُّ إلينا خبر دخول شهر رمضان المبارك الفضيل، الذي ينتظره ويفرح بمقدمه الكبير والصغير، والغني والفقير، والرجال والنساء؛ كيف لا يفرحون وهو ضيف حبيب إلى نفس كل مسلم ومسلمة، ورب العزة في كتابه يقول: {قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون}.


وحُقَّ لكل مسلم أن يفرح بهذا الشهر، فهو من أعظم الشهور، ففيه نزل القرآن العظيم، وفيه خير ليالي العام ليلة القدر المباركة التي هي خير من ألف شهر، وفيه تضاعف الحسنات، وتُكفّر السيئات، ويكثر فيه من يعتقهم الله بفضله ورحمته من نار السعير.

-أما من يفرح به لكونه شهرًا تتنوع فيه الأطعمة والأشربة، ويضيع نهاره في النوم، وليله في السهر على المكروهات والمحرمات، وتكثر فيه مجالس القيل والقال؛ فهذا الفرح صاحبه هو الخاسر المغبون، قال -عليه الصلاة والسلام-: (إن جبريل أتاني فقال: "من أدرك شهر رمضان فلم يغفر له، فدخل النار، فأبعده الله، قل: آمين"، فقلت: آمين).


فما أحسن صنيع من يستقبل هذا الشهر المبارك بالتهيؤ والاستعداد له بفعل الخيرات وترك المنكرات؛ وذلك بالتوبة الصادقة النصوح، والتحلل ممن كانت له عليه من أخيه مظلمة، والتزود من الأعمال الصالحة في شعبان، كالإكثار من قراءة القرآن، والتفقه في أحكام رمضان، والصدقة على المحتاج، ونحوها...

 

-ختامًا: أذكر من كان عليه قضاء أيام من رمضان الفائت بالمبادرة لقضائها قبل دخوله.
نسأل الله أن يبلغنا شهر رمضان، وأن يرزقنا صيامه وقيامه إيمانًا واحتسابًا، والحمد لله رب العالمين.

 

حاتم الحجاجي