عشر رسائل لمستخدمي وسائل التواصل - للشيخ حاتم الحجاجي

عشر رسائل لمستخدمي وسائل التواصل

الأيام البحرينية - العدد 10052 الأحد 16 أكتوبر 2016 الموافق 15 محرم 1438

 

وسائل التواصل الاجتماعي سلاح ذو حدين، فيها الخير وفيها الشر، فمن أجاد وأحسن استخدامها وأراد العلم والبحث عمّا ينفع ونشر الخير والدفاع عن الدين كانت وسائل التواصل مرتعًا خصبًا لما أراد وطريقًا سهلاً لكسب الأجور والحسنات، ومن كان همه الاشتغال فيها بما لا نفع فيه ولا فائدة وبث الشبهات والبحث عن الحرام ونشر الفواحش والإشاعات وإثارة الفتن والبلابل حصل له مبتغاه مع كسب الأوزار والسيئات.
والعاقل الحصيف لا يرضى لنفسه إلا أن يكون عن طريق الخير باحثًا، وعلى السير في خطاه ناصحًا، وله ناشرًا، ومن سلوك خلافه حَذِرًا مُحَذِّرًا.
فيا أيها العاقل: هذه عشر رسائل مختصرة موجزة أحببت أن أرشد نفسي وإياك إليها عند استخدام وسائل التواصل الاجتماعي راجيًا من الله أن ينفعني والقارئين بها:
1- كن داعيًا إلى الله لا لنفسك، داعيًا إلى التمسك بالكتاب والسنة لا لشيء من الأهواء، مخلصًا في دعوتك، صابرًا على أذى الناس، ولا تبتغِ بدعوتك شيئًا من حظوظ الدنيا، وإياك أن يكون هدفك هو الظهور والتطلع إلى الشهرة وتكثير الأتباع وزيادة المتابعين.
2- لا تشغلك وسائل التواصل عمّا افترضه الله عليك؛ كالصلاة وتربية أولادك وصلة رحمك، والقاعدة الشرعية: «كل ما يلهي عن واجب فهو حرام، وكل ما يلهي عن مستحب فهو مكروه».
3- كلما ازداد عدد من يتابعك في وسائل التواصل، زادت مهمتك في بيان الحق لهم وتحذيرهم من الباطل، فإن لم تفعل فلن تنفعك كثرتهم، بل قد تضرك، فتنبه!
4- زن ما تنشره بميزان الشرع وانظر: هل ستكسب به أجرًا أم تحمل به وزرًا؟!
5- خاطب المتابعين بما يفهمونه على وجهه، ولا تتقعر في العبارات وتستعمل الألفاظ الموهمة أو الغريبة، فالغرض هو الإفهام لا الإلغاز، ونحن مأمورون بأن نحدث الناس بما يعقلون.
6- ‏إذا وصلتك إشاعة فلتقف عندك، وإياك ونشرها، وأحسن إلى من أرسلها لك بنصحه وتوجيهه بأنه لا يجوز نشر الإشاعات وما يثير الفتن.
7- لا تنشر كل ما يصل إليك؛ فقد حذّر النبي -عليه الصلاة والسلام- من ذلك فقال: «كفى بالمرء كذبًا أن يحدث بكل ما سمع».
8- لا تأخذ دينك من وسائل التواصل عن كل أحد، وخذه ممّن صفا منبعه بسلامة اعتقاده وصحة منهجه، ودع عنك أصحاب الفتن والشرور والثورات، قال بعض السلف: «إن هذا العلم دين؛ فانظروا عمّن تأخذون دينكم».
9- الجدال والمراء في وسائل التواصل عقيم لا يُنتج غالبًا؛ لذلك ابتعد عنه، فهو كالقيعان التي لا تمسكُ ماءً ولا تُنبت كلأ.
10- إياك والتنازل عن أصولك ومبادئك وأهدافك من أجل النزول عند أهواء ورغبات المتابعين؛ فإن ذلك من أعظم ما يفسد على المرء دينه.
ختامًا: عليك بالثبات في أداء رسالتك ولا تغتر بكثرة المادحين، وتقبل النصح، ولا تَسْتَأْ من الناقدين، والحمد لله رب العالمين.
 

بقلم/ حاتم علي محمد

 

*رابط للمقال في موقع جريدة الأيام البحرينية:

http://alay.am/XaouV3