حكم الاحتفال بما يسمى بـ (عيد الأم) - للشيخ إبرهيم الخلاقي

 

حكم الاحتفال بما يسمى بـ (عيد الأم)

 

الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدًا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إقرارًا به وتوحيدًا، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليمًا مزيدًا،

أما بعد:-

فإن الله ختم برسالة نبينا محمدٍ -صلى الله عليه وسلم- جميع الرسالات، وما التحق عليه الصلاة والسلام بالرفيق الأعلى إلا وقد أتم الله لنا النعمة وأكمل لنا الدين، فليس فيه نقص ولا يفتقر إلى زيادة؛ والأعياد مما شرعه الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم- لنا فليس لأحد أن يشرع ما لم يأذن به الله ويبتدع في دين الله؛ فكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.

أيها المسلمون.. لقد بين الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم- لنا أعيادنا، فلماذا نحدث أعيادًا!!

لقد بين الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم- حقوق والدينا علينا وواجباتنا تجاههما، فلِمَ نأخذ من الكفار وديننا فيه الغنية والكفاية!!

لقد رفع الإسلام من شأن الوالدين وجعل الإحسان إليهما مقرونًا بعبادته جلَّ وعلا، وجعل رضاه سبحانه وتعالى في رضاهما، وأمرنا ببرهما وطاعتهما في المعروف مطلقًا ولم يقيده بيوم ولا ليلة.

ارجعوا إلى دينكم - يا رعاكم الله - وتعلموه جيدًا واعرفوا الحقوق التي عليكم؛ تسعدوا في الدنيا والآخرة.

تخلصوا من هذه البدع والمحدثات وبينوا للناس خطرها، واعلموا أن في انتشار البدع هدم للإسلام وتسليط الذلِّ علينا، ولن يُرفعَ إلا بالعودة والأوبة إلى ديننا تعلمًا وعملًا ودعوةً.

وقد سئلت اللجنة الدائمة لهيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية عن هذا العيد وغيره من الأعياد المحدثة المحرمة - فتوى رقم (9403) - فكان الجواب:

أولًا: العيد اسم لما يعود من الاجتماع على وجه معتاد إما بعود السنة أو الشهر أو الأسبوع أو نحو ذلك فالعيد يجمع أمورًا منها: يومٌ عائدٌ كيوم عيد الفطر ويوم الجمعة، ومنها: الاجتماع في ذلك اليوم ومنها: الأعمال التي يقام بها في ذلك اليوم من عبادات وعادات.

ثانيا: ما كان من ذلك مقصودًا به التنسك والتقرب أوالتعظيم كسبا للأجر، أو كان فيه تشبه بأهل الجاهلية أو نحوهم من طوائف الكفار فهو بدعة محدثة ممنوعة داخلة في عموم قول النبي -صلى الله عليه وسلم- : «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد» رواه البخاري ومسلم، مثال ذلك: الاحتفال بعيد المولد وعيد الأم والعيد الوطني لما في الأول من إحداث عبادة لم يأذن بها الله، ولما في ذلك من التشبه بالنصارى ونحوهم من الكفرة ولما في الثاني والثالث من التشبه بالكفار، وما كان المقصود منه تنظيم الأعمال مثلًا لمصلحة الأمة وضبط أمورها كأسبوع المرور وتنظيم مواعيد الدراسة والاجتماع بالموظفين للعمل ونحو ذلك مما لا يفضي به التقرب والعبادة والتعظيم بالأصالة، فهو من البدع العادية التي لا يشملها قوله صلى الله عليه وسلم «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد» فلا حرج فيه بل يكون مشروعًا. وبالله التوفيق.

 وأخيرًا أقول: أيها المسلمون برُّوا بآبائكم وأمهاتكم كل يوم، ولا تخصوهم بيوم، عندها تكونوا صادقين في ادعائكم بحبهم.

وصلِّ اللهم على نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين.

أعده/ أبو عمر إبراهيم بن محمد الخلاقي

يوم الأربعاء 18 جمادى الأولى 1435 هـ - 19 مارس

 

 

تحميل الملف المرفق: