حكم الاحتفال بالمولد النبوي - للشيخ يوسف السباعي

                                                            بسم الله الرحمن الرحيم
                        (بيان في حكم الاحتفال بمولد خير الأنام)

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،
 أما بعد:-
أيها المؤمنون المستسلمون لله بالتوحيد والمنقادون لشريعة محمد بن عبدالله -صلى الله عليه وسلم-، المحبون لله ورسوله، المتبعون المجانبون للبدع وأهلها وللشرك وأهله، المتمسكون بكتاب الله تعلى وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-، المتابعون في فهمهما السلف الصالح -صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم-؛

إنه قد دخل علينا شهر من أشهر الله وهو ربيع الأول وفيه كان مولد خير الرسل وأفضل من مشى على الأرض صلوات ربي وسلامه عليه، وأنبه على أمر يتكرر كل سنة في هذا الشهر وفي ليلة الثاني عشر منه، وهو مما ابتدعه الضالون المضلون، فسار عليه بعض عامة الناس، بل بعض من ينسب للعلم الشرعي إلا من وفقه الله للهدى، ألا وهو الاحتفال بمولد النبي -صلى الله عليه وسلم-، ونسأل المحتفلين به:
هل احتفل به رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟
 وهل احتفل به الصحابة الكرام -رضي الله عنهم-؟
 وهل احتفل به التابعون؟
 وهل احتفل به الأئمة الأربعة (أبو حنيفة ومالك والشافعي وابن حنبل -رحمهم الله-)؟
 وهل احتفل به أصحاب القرون الثلاثة الأول الذين قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيهم :"خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم"؟
 الجواب في كل ذلك: لا، لم يحتفلوا به، بل أول من أحدث الاحتفال به المتسمون بالفاطميين واحتفلوا بمولد علي والحسن والحسين وفاطمة -رضي الله عنهم-.
فنقول لهم: يكفي ذلك في رد مريد الحق إلى الحق في هذه المسألة التي عمت؛ لانتشار الجهل واتخاذ الناس رؤوساً جهالاً فسئلوا فأفتوا بغير علم وزينوا الباطل فضلوا وأضلوا والعياذ بالله.
ونزيدهم أن العلماء الأعلام في عصرنا الحاضر يفتون ببدعية الاحتفال به وعلى رأسهم ابن باز والعثيمين والألباني-رحمهم الله- في فتاوى متعددة وكلمات منتشرة، ومن ذلك كلمة قيمة نشرت لسماحة العلامة الأثري عبدالعزيز بن باز –رحمه الله- نشرت في ربيع الأول عام 1402هـ تتلخص في النقاط التالية:
1- أن السلف الصالح الذين هم أشد الناس متابعة وحباً للرسول -صلى الله عليه وسلم- لم يحتفلوا بذلك اليوم ولم يدعوا للاحتفال به.
2- أن أول من أحدثه المتسمون بالفاطميين وهم معروفون بالفساد والضلال في الاعتقاد.
3- ليس للاحتفال به أساس لا في القرآن ولا في السنة ولا في عمل السلف الصالح.
4- أن الاحتفال به لا يحقق المراد من حب الله والرسول -صلى الله عليه وسلم- وإنما يحققه اتباعه وطاعته "قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم".
5- كثرة الاحتفال به وكثرة الدعاة إلى ذلك لا يدل على أنه حق وإنما يدل على كونه حقاً الأدلة الشرعية ولا دليل على ذلك فتبين أنه بدعة وضلال.
فالحمد لله أن هدانا للحق ووفقنا له ونسأله سبحانه أن يثبتنا عليه وأن يجعلنا ممن يرِدون على حوض نبيه صلى الله عليه وسلم فيشربون منه وممن يشفع فيهم صلى الله وسلم عليه.

                                                والله أعلم، وصلى الله على محمد

                                              كتبه: أبو عبد العزيز يوسف السباعي