بيان: تضمن شكراً وتأييداً لجلالة الملك -حفظه الله- بخصوص قراره المبارك بإغلاق المراقص والملاهي

"إغلاق المراقص والملاهي عين الإصلاح"

(بيان وشكر: صادر عن مجموعة من طلاب العلم الشرعي بمملكة البحرين)

 

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:-

فقد عهدنا من جلالة ملكنا حمد بن عيسى آل خليفة -حفظه الله- أنه رجل الإصلاح، ويسير في طريق الإصلاح؛ وقد أسعد البحرين قاطبةً ما صدر عنه -حفظه الله تعالى- من قرار في إغلاق فنادق ومراقص (4) نجوم. ووالله إن شعب البحرين تلقى هذا القرار بالفرح والسرور وجزيل الشكر لجلالته -حفظه الله-، وكيف لا يفرح المسلم في إيقاف تلك الفنادق التي تروج للفساد وسوء الأخلاق وإضاعة المال وإغراق الشباب في الشهوات والملذات المحرمة التي تنكرها الفطر والأعراف والشرائع السماوية جميعاً.

نعم.. أصبتَ عينَ الإصلاح يا جلالة الملك في غلق دور تُشربُ فيها الخمور، وتُمارس فيها الفواحش والمجون؛ والتي بسببها تضعُف الشعوب، وتزداد العيوب، وتنهكُ القوى، ويتراجعُ الاقتصاد، ويتسلطُ الأعداء، ويتفرقُ المجتمع؛ فما هلكت الأمم الغابرة، وما سقطت الدول السابقة إلا بعد أن انتشر فيها الشرك بالله، وفتحت فيها المراقص والملاهي، وشُربت فيها الخمور؛  فكانت النتيجة أن ضُيّع  شبابها الذين هم عمادها بين هذه الملذات، حتى تمكن العدو منهم فأذلهم شر إذلال.

وُفقت وسُددتَ يا جلالة الملك، وهذا من عظيم حرصك على أبنائك، واهتمامك بأهل البحرين عامة، واستجابتك لأمر الله تعالى القائل: "كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله.." فنلتَ بذلك شرف الخيرية، وها هو الخير يعم أرض البحرين شرقاً وغرباً، بمثل هذه القرارات المباركة التي تصُبُّ في مصلحة كل مواطن بحريني، بل في صالح العالم أجمع.

شكراً لك يا جلالة الملك حين أسعدتَ شعبك بدحر الشر عنه، وهذا ما عهدناه عنك من حبك للخير، وحمايتك ورعايتك وعنايتك بشبابنا الذين هم أبناؤك، ويُخشى عليهم مثل هذه الأماكن المخيفة  التي تمتص أموالهم، وتسلب قواهم، وتضعف هيبتهم، بل وتشوه لسمعتهم في أرجاء الدنيا.

وكيف نريد منهم أن يكونوا عماد المستقبل، ودعاة للخير، وحماة للدين والوطن، ومديرين للمؤسسات والشركات، ورؤساء للمؤتمرات والمحافل المحلية والدولية إذا كانت هذه المراقص والملاهي تحتضنهم وتتلقفهم وتستغل أموالهم وقدراتهم في مثل هذه الشهوات والرذائل التي تدمرهم بما فيها من خمورٍ ورقصٍ ولهوٍ ونحوها من الأمور المنكرة؛ فإن مثل هذه الفنادق لا تُنتجُ رجالاً يُعتمد عليهم، ولا تخرج قادة وعلماء وأصحاب رأي يعتد ويوثق بهم، وواقع الكثير من البلدان خير دليل، فجزاك الله عنا خيراً حين أقدمتَ على هذا القرار المبارك، وهذا ليس بمستبعد منك حفظك الله.

ومن العجب الذي يندى له الجبينُ أن يأتي أصحاب هذه الفنادق ويعلنون رفضهم لمثل هذا القرار المسدد، ويرمونه بالعشوائية، وينشرون ويكتبون ويصرحون أن هذا يضر  بالبلد واقتصاده..!!

وهذا أمرٌ غريب، ومن تزيين الشيطان لهم وتحقيقاً لوعده الذي وعدهم إياه وذكره الله في قوله: "الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء"، وإلا متى كان مصير البلدان وأمنها واقتصادها معلقاً بالخمر أو الرقص أو الغناء والمجون؟!! بل على العكس من ذلك تماماً، قلِّبوا أوراق التاريخ يا هؤلاء، ستجدوا أن ما دمَّر الشعوبَ، وأهلك الأمم، وأسقط الدول، وأذل الرجال، وأضاع العيال، واقتصاد البلدان، إلا الفساد الذي تدافعون عنه. 

اتقوا الله فينا يا أصحاب الفنادق والمراقص، واتقوا الله في شبابنا، واتقوا الله في اقتصادنا وأموالنا، واستجيبوا لنداء ربكم حيث يقول: "ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها ذلكم خير لكم إن كنتم مؤمنين" ، خافوا ربكم واتقوا يوماً ترجعون فيه إليه، واعلموا أن ما تقومون به أمر  تنكرهُ أعرافُ الناس وعاداتهم، وتستقبحه الفطر السليمة والنفوس الكريمة، فكونوا مفاتيح للخير مغاليق للشر، ارحموا أبناءنا وبناتنا، خافوا من دعاء المظلومين عليكم؛ فكم من أناس تضررت بذهاب أموالها، وكم من أمهات تدمرت حزنا على فلذات أكبادها، وكم من أسرٍ تشردتْ وتفككت بسبب ما تروجون له وتدافعون عنه وتزعمونه إصلاحاً وما هو إلا كقول الله تعالى: "وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون ألا إنهم هو المفسدون ولكن لا يشعرون".
اتقوا الله في هؤلاء المظلومين فإن دعوتهم مستجابة لا ترد وليس بينها وبين الله حجاب، فرب دعوة مظلوم تصابون بها؛ فيبتليكم الله بما ينغّصُ صفو دنياكم وآخرتكم. اكتفوا بالمال الحلال، وابتعدوا عن الحرام، ولا بارك الله في جسد نبت من سُحت، ولا تحلُّ البركة، ويزداد المال، ويقوى الاقتصاد، وينزل الخير، ويترابط المجتمع، ويقهر العدو، إلا بتقوى الله والابتعاد عن الشر بمختلف أنواعه، قال تعالى: "ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض".

فالحذر الحذر يا من تدافعون عن الفساد ومواطنه من أن تحل عليكم عقوبة من رب السماء، واجعلوا نصب أعينكم قوله تعالى: "إن الله لا يصلح عمل المفسدين" وتذكروا قوله تعالى: "أفأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بياتاً وهم نائمون* أو أمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا ضحىً وهم يلعبون* أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون"، وكفاكم ردعاً وزجراً ما ورد في الحديث الصحيح عن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: (ليشربنَّ ناسٌ من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها، يعزف على رؤوسهم بالمعازف والمغنيات، يخسف الله بهم الأرض و يجعل الله منهم القردة والخنازير)، فكونوا على حذر، واعتبروا بمن كان قبلكم.

أخيراً نكرر شكرنا لجلالة ملكنا -حفظه الله تعالى-، ونقول له: امض في طريق الإصلاح؛ فنحن خلفك مصلحون، ولتوجيهاتك ونصائحك سامعون ومطيعون بالمعروف انطلاقاً من قول الله تعالى: "يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم" ، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

كتبه: عدد من طلاب العلم الشرعي في مملكة البحرين:

١-أحمد عبد الله الشرفي
٢-عارف عبد الرحمن الجعفر
٣-بدر أحمد الظاهري
٤-صلاح محمد موسى
٥-محمد بن عبد الله الشرفي
٦-عمر عبد الله الشرفي 
٧- حكيم النقيب
٨- أحمد سعيد الحسن
٩- أسامة مصطفى الواعظ
١٠- أحمد يوسف صلاح لدين
١١- محمد مطهر كليب
١٢- سلمان أحمد القويمي
١٣- على الخان العباسي
١٤- هيثم قاسم الحمري